تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
ما لا تعلمون (96) قالوا يأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خطين (97) قال سوف أستغفر لكم ربى إنه هو الغفور الرحيم (98)) * * (ولما) * خرجت القافلة وانفصلت * (العير) * من مصر * (قال أبوهم) * يعقوب لولد ولده ومن حوله: * (إني لاجد ريح يوسف) * أوجده الله تعالى ريح القميص حين أقبل من مسيرة ثمان أو عشر * (لولا أن تفندون) * أي: تنسبوني إلى الفند وهو الخرف، والمعنى: لولا تفنيدكم إياي لصدقتموني.
* (إنك لفي ضللك القديم) * أي: في ذهابك عن الصواب قدما (1) في إفراط محبتك ليوسف ورجائك للقائه، وكان عندهم أنه قد مات.
* (فلما أن جاء البشير ألقبه) * يعني: القميص، طرحه * (على) * وجه يعقوب، أو ألقاه يعقوب * (فارتد) * فرجع * (بصيرا قال ألم أقل لكم) * يعني قوله: * (ولا تايئسوا من روح الله) * (2)، وقوله: * (إني أعلم) * كلام مبتدأ لم يقع عليه القول، ويجوز أيضا أن يكون واقعا عليه.
* (سوف أستغفر لكم) * قيل: إنه أخر الاستغفار إلى وقت السحر، لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء (3)، وقيل: إلى سحر ليلة الجمعة (4).
* (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين (99) ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين

(١) في نسخة: قديما.
(٢) الآية: ٨٧.
(٣) قاله ابن مسعود وإبراهيم التميمي وابن جريج. راجع تفسير الطبري: ج ٧ ص ٣٠٠.
(٤) كما ورد في الحديث عنه (صلى الله عليه وآله)، أخرجه الطبري في تفسيره: ج ٧ ص ٣٠٠ وهو المروي عن الباقر والصادق (عليه السلام) كما في تفسير العياشي: ج ٢ ص ١٩٦ ح 81.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»