ولا تقربون (60) قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون (61) وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون (62)) * لما تمكن يوسف بمصر وقحط الناس جمع يعقوب بنيه وقال: بلغني أنه يباع الطعام بمصر وأن صاحبه رجل صالح، فاذهبوا إليه، فتجهزوا وساروا حتى وردوا مصر * (فدخلوا) * على يوسف * (فعرفهم) * لأن همته كانت معقودة بهم وبمعرفتهم * (وهم له منكرون) * لم يعرفوه لطول العهد، ولاعتقادهم أنه قد هلك.
* (ولما جهزهم بجهازهم) * أي: أصلحهم بعدتهم وأوقر ركائبهم بما طلبوه من الميرة * (قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم) * لابد من مقدمة سبقت معهم حتى جرت هذه المسألة، روي (1): أنه لما رآهم قال: من أنتم؟ قالوا: نحن إخوة عشرة وأبونا نبي من الأنبياء اسمه: يعقوب، وكنا اثني عشر إخوة (2) فهلك منا واحد، قال: فأين الأخ الحادي عشر؟ قالوا: هو عند أبيه يتسلى به من الهالك * (قال) * يوسف:
* (ائتوني) * به * (ألا ترون أني أوفي الكيل) * ولا أبخس أحدا شيئا * (وأنا خير المنزلين) * المضيفين. * (فإن لم تأتوني به ف) * ليس * (لكم عندي) * طعام أكيله عليكم، وقوله: * (ولا تقربون) * يجوز أن يكون مجزوما عطفا على محل قوله:
* (فلا كيل لكم) * كأنه قال: فإن لم تأتوني به تحرموا ولا تقربوا، ويجوز أن يكون بمعنى النهي.
* (قالوا سنراود عنه أباه) * أي: سنخادعه عنه ونحتال حتى ننتزعه من يده * (وإنا لفاعلون) * لقادرون على ذلك.