____________________
بمن عظمه الله، ولقد بلغ بالسلف إفراط توقيهم وتصونهم من ذلك أن قال عمرو بن شرحبيل: لو رأيت رجلا يرضع عنزا فضحكت منه خشيت أن أصنع مثل الذي صنعه. وعن عبد الله بن مسعود: البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا. وفى قراءة عبد الله عسوا أن يكونوا، وعسين أن يكن، فعسى على هذه القراءة هي ذات الخبر كالتي في قوله تعالى - فهل عسيتم - وعلى الأولى التي لا خبر لها كقوله تعالى - وعسى أن تكرهوا شيئا - واللمز: الطعن والضرب باللسان، وقرئ ولا تلمزوا بالضم، والمعنى: وخصوا أيها المؤمنون أنفسكم بالانتهاء عن عيبها والطعن فيها، ولا عليكم أن تعيبوا غيركم ممن لا يدين بدينكم ولا يسير بسيرتكم، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس " وعن الحسن رضي الله عنه في ذكر الحجاج: أخرج إلى بنانا قصيرة قلما عرقت فيها الأعنة في سبيل الله، ثم جعل يطبطب شعيرات له ويقول:
يا أبا سعيد يا أبا سعيد، وقال لما مات: اللهم أنت أمته فاقطع سنته فإنه أتانا أخيفش أعيمش يخطر في مشيته، ويصعد المنبر حتى تفوته الصلاة لا من الله يتقى ولا من الناس يستحى، فوقه الله وتحته مائة ألف أو يزيدون، لا يقوله قائل الصلاة أيها الرجل الصلاة أيها الرجل، هيهات دون ذلك السيف والسوط. وقيل معناه: لا يعب بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة، فمتى عاب المؤمن المؤمن فكأنما عاب نفسه. وقيل معناه: لا تفعلوا ما تلمزون به لأن من فعل ما استحق به اللمز فقد لمز نفسه حقيقة. والتنابز بالألقاب: التداعي بها تفاعل من نبزه، ربنو فلان يتنابزون ويتنازبون، ويقال النبز والنزب لقب السوء والتلقيب المنهى عنه هو ما يتداخل المدعو به كراهة لكونه تقصيرا به وذما له وشينا، فأما ما يحبه مما يزينه وينوه به فلا بأس به. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب أسمائه إليه " ولهذا كان التكنية من السنة والأدب الحسن. قال عمر رضي الله عنه:
أشيعوا الكنى فإنها منبهة، ولقد لقب أبو بكر بالعتيق والصديق وعمر بالفاروق وحمزة بأسد الله وخالد بسيف الله، وقل من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب، ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجرى في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير. روى عن الضحاك أن قوما من بنى تميم استهزءوا ببلال وخباب وعمار وصهيب وأبي ذر وسالم مولى حذيفة فنزلت. وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية وكانت قصيرة. وعن ابن عباس أن أم سلمة ربطت حقويها بسبيبة وسدلت طرفها خلفها وكانت تجره، فقالت عائطة لحفصة: انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب. وعن أنس: عيرت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بالقصر. وعن عكرمة عن ابن عباس أن صفية بنت حيى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن النساء يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت إن أبى هارون وإن عمى موسى وإن زوجي محمد؟ وروى أنها نزلت في ثابت بن قيس وكن به وقر، وكانوا يوسعون له في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمع، فأتى يوما وهو يقول: تفسحوا لي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل تنح فلم يفعل، فقال من هذا؟ فقال الرجل أنا فلان، فقال بل أنت ابن فلانة، يريد أما كان يعير بها في الجاهلية، فخجل الرجل فنزلت، فقال ثابت: لا أفخر على أحد في الحسب
يا أبا سعيد يا أبا سعيد، وقال لما مات: اللهم أنت أمته فاقطع سنته فإنه أتانا أخيفش أعيمش يخطر في مشيته، ويصعد المنبر حتى تفوته الصلاة لا من الله يتقى ولا من الناس يستحى، فوقه الله وتحته مائة ألف أو يزيدون، لا يقوله قائل الصلاة أيها الرجل الصلاة أيها الرجل، هيهات دون ذلك السيف والسوط. وقيل معناه: لا يعب بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة، فمتى عاب المؤمن المؤمن فكأنما عاب نفسه. وقيل معناه: لا تفعلوا ما تلمزون به لأن من فعل ما استحق به اللمز فقد لمز نفسه حقيقة. والتنابز بالألقاب: التداعي بها تفاعل من نبزه، ربنو فلان يتنابزون ويتنازبون، ويقال النبز والنزب لقب السوء والتلقيب المنهى عنه هو ما يتداخل المدعو به كراهة لكونه تقصيرا به وذما له وشينا، فأما ما يحبه مما يزينه وينوه به فلا بأس به. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب أسمائه إليه " ولهذا كان التكنية من السنة والأدب الحسن. قال عمر رضي الله عنه:
أشيعوا الكنى فإنها منبهة، ولقد لقب أبو بكر بالعتيق والصديق وعمر بالفاروق وحمزة بأسد الله وخالد بسيف الله، وقل من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب، ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجرى في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير. روى عن الضحاك أن قوما من بنى تميم استهزءوا ببلال وخباب وعمار وصهيب وأبي ذر وسالم مولى حذيفة فنزلت. وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية وكانت قصيرة. وعن ابن عباس أن أم سلمة ربطت حقويها بسبيبة وسدلت طرفها خلفها وكانت تجره، فقالت عائطة لحفصة: انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب. وعن أنس: عيرت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة بالقصر. وعن عكرمة عن ابن عباس أن صفية بنت حيى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن النساء يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت إن أبى هارون وإن عمى موسى وإن زوجي محمد؟ وروى أنها نزلت في ثابت بن قيس وكن به وقر، وكانوا يوسعون له في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمع، فأتى يوما وهو يقول: تفسحوا لي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل تنح فلم يفعل، فقال من هذا؟ فقال الرجل أنا فلان، فقال بل أنت ابن فلانة، يريد أما كان يعير بها في الجاهلية، فخجل الرجل فنزلت، فقال ثابت: لا أفخر على أحد في الحسب