التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٩٢
قوله تعالى:
(آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا (97) فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا (98) قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربي حقا (99) ثلاث آيات بلا خلاف.
قرأ " الصدفين " - بضم الصاد والدال - ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، الباقون - بفتح الصاد والدال - إلا أبا بكر عن عاصم، فإنه ضم الصاد وسكن الدال. وقرأ أهل الكوفة إلا حفصا " قال آتوني " قصرا. الباقون ممدودا. وقرأ حمزة وحده " فما اسطاعوا " مشددة الطاء بالادغام، وهو ضعيف - عند جميع النحويين - لان فيه جمعا بين ساكنين.
حكى الله تعالى عن ذي القرنين أنه قال للقوم الذين شكوا إليه فساد يأجوج ومأجوج في الأرض وبذلوا له المال، فلم يقبله، وقال لهم أعينوني برجال وأعطوني وجيئوا بزبر الحديد، لاعمل منه - في وجوه يأجوج ومأجوج - الردم.
والزبرة الجملة المجتمعة من الحديد والصفر ونحوهما، واصله الاجتماع، ومنه (الزبور) وزبرت الكتاب إذا كتبته، لأنك جمعت حروفه. والحديد معروف حددته تحديدا إذا أرهتفه، ومنه حد الشئ نهايته. وقال ابن عباس ومجاهد: زبر الحديد قطع الحديد. وقال قتادة: فلق الحديد.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست