التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٦٦
" يمدونهم في الغي " اي يزينون لهم يقال: مد له في غيه. هكذا يتكلمون به ووجه قراءة نافع قوله تعالى " فبشرهم بعذاب أليم ".
قوله تعالى:
وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (202) آية.
معنى الآية انك يا محمد إذا لم تأتهم بآية يقترحونها، قالوا: لم لا تطلبها من الله فيأتينا بها. وقوله " لولا " معناه هلا " اجتبيتها " معناه اختلقتها واقتلعتها من قبل نفسك في قول الزجاج، والفراء والحسن، والضحاك، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد، وابن عباس.
وفي رواية أخرى عن ابن عباس وقتادة: معناه هلا اخذتها من ربك وتقبلتها منه. ويكون الاجتباء بمعنى الاختيار. وقال الفراء: اجتبيت الكلام واختلقته وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك. وقال أبو عبيدة: اخترعته مثل ذلك. وقال أبو زيد: هذه الحروف تقولها العرب للكلام يبتدؤه الرجل لم يكن أعده قبل ذلك في نفسه.
فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهم إني لست آتي بالآيات من عندي وإنما يفعلها الله ويظهرها على حسب ما يعلم من المصلحة في ذلك لا بحسب اقتراح الخلق، وإنما اتبع ما يوحي إلي.
وقوله " هذا بصائر من ربكم " يعني هذا القرآن حجج وبراهين وأدلة من ربكم. والبصائر جمع بصيرة، وهي البراهين الواضحة والحجج النيرة. وتكون البصائر جمع بصيرة. وهي طريق الدم. والبصيرة الرأس أيضا. وجمها بصائر، ومعناه ظهور
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست