شئت أو لكن ما شئت من الزيادة عليه وأقول هذا مبني على أنه أريد بالسماوات والأرض سماوات الدنيا وأرضها أي مقدار بقاء دار الدنيا فإنه لو أراد سماء الأخرى وأرضها لما تم أن يقال إلا ما شاء الله من الزيادة على مدتهما فإنهما أبديتان ما لا يتصور عليهما زيادة والظاهر أنه أريد من السماوات والأرض سماوات الآخرة وأرضها لأن آيات التأبيد في الفريقين قاضية بأبدية أرضها وسماواتها إذ لا بد لهم من شئ يقلهما وشئ فوقهما وهو المراد من سماوات الآخرة وأرضها ولأن قوله ما دامت السماوات والأرض ظاهر في ذلك إذ أن أرض الدنيا وسماواتها قد ذهبت ولو أريد لقيل ما كانت السماوات والأرض ثم قال ابن القيم وقالت فرقة أخرى هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت والبعث وهو البرزخ إلى أن يصيروا إلى الجنة ثم خلود الأبد فلم يغيبوا عن الجنة إلا بقدر إقامتهم في البرزخ وأقول فيه ما سلف في الوجه الأول وهو أن الاستثناء إنما هو بعد دخولهم الجنة ثم قال ابن القيم وقالت فرقة أخرى العزيمة قد وقعت لهم من الله بالخلود الدائم إلا أن يشاء الله خلاف ذلك اعلام لهم بأنهم مع خلودهم في
(٩٤)