موارد الظمآن - الهيثمي - ج ٨ - الصفحة ٢٢٧
قال: ففعلت، فحططت عنهن أحمالهن، ثم عقلتهن، ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح، حتى إذا - صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجت إلى البقيع فجعلت إصبعي في أذني، فأذنت: من كان يطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينا فليحضر. فما زلت أبيع وأقضي وأعرض، فأعرض فأقضي، حتى إذا فضل في يدي أوقيتان - أو أوقية ونصف - انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده، فسلمت عليه، فقال لي: " ما فعل ما قبلك؟ ". فقلت:
قد قضى الله كل شئ على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق شئ. فقال - صلى الله عليه وسلم - (208 / 1): " أفضل شئ؟ " قلت: نعم. قال: " انظر أن تريحني منها ". فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العتمة، دعاني فقال: " ما فعل ما قبلك؟ ". قلت: هو معي، لم يأتنا أحد. فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم والثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان، فانطلقت بهما، فكسوتهما، وأطعمتهما، حتى إذا صلى العتمة، دعاني فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما فعل الذي قبلك؟ " فقلت: قد أراحك الله منه يا رسول الله. فكبر، وحمد الله شفقا أن يدركه الموت وعنده ذلك. ثم اتبعته حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته، فهذا الذي سألتني عنه.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»