موارد الظمآن - الهيثمي - ج ٧ - الصفحة ١٢٧
قال ففتشوه، فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن تصلبهم، أو تقتلهم، أو تقطع أيديهم وأرجلهم. فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا " - رضي الله عنه - فقالوا: ألم تر إلى عدو الله، كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه. قال:
والله لا أقوم معكم.
قالوا: فلم كتبت إلينا؟. قال: والله ما كتبت إليكم كتابا " قط. فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: أبهذا تقاتلون، أو بهذا تغضبون؟. فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية، وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقال: إنما هما اثنتان: أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت، ولا أمليت، ولا علمت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم.
فقالوا: والله أحل الله دمك. ونقضوا العهد (176 / 1) والميثاق، فحاصروه. فأشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم. فما أسمع أحدا " من الناس رد عليه السلام، إلا أن يرد الرجل في نفسه. فقال:
أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟. قيل: نعم.
قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟.
(١٢٧)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»