بالأهل في الأول الأقارب والخطاب في الثاني للزوجات ووقع في البخاري أن سودة كانت أول أهله لحوقا به رواه في الزكاة من حديث مسروق عن عائشة أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن له أينا أسرع بك لحوقا فقال أطولكن يدا فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فقلنا بعد إنما كان طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة انتهى بحروفه وإذا تأملت تجده غير منتظم فإن سودة كانت أطولهن يدا من حيث الخلقة وزينب كانت أطولهن يدا من حيث الصدقة فجمع بينهما لسودة في متن البخاري وهذا وهم ظاهر ونسب إلى البخاري نفسه وقد رواه مسلم عن الصواب والله أعلم ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عفان بن مسلم ثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن عائشة... فذكره بلفظ البخاري ثم قال قال محمد بن عمر يعني الواقدي هذا الحديث وهل في سودة وإنما هو في زينب بنت جحش فإنها كانت أول نسائه لحوقا به توفيت في خلافة عمر بن الخطاب وبقيت سودة بنت زمعة فيما حدثنا به محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه أن سودة توفيت في شوال سنة اربع وخمسين بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو الثبت عندنا انتهى قال ابن الجوزي وهذا بلا شك وهم من بعض الرواة قال والعجب من البخاري كيف لم يغيره ولا نبه عليه وإنما هي زينب فإنها كانت أطولهن يدا في الصدقة والعطاء وزينب توفيت سنة عشرين وسودة إنما توفيت سنة أربع وخمسين انتهى وقال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين لما ذكر حديث البخاري في الفضائل والمعروف أن زينب كانت أول من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ماتت أيام عمر
(٣٢٣)