تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الإيمان من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا امرأة جاءت بشق رجل وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون) انتهى ورواه البخاري في بدء الخلق في باب قوله تعالى * (ووهبنا لداود سليمان) * وقال في آخره قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين امرأة وهو أصح انتهى 1107 قوله وأما ما يحكى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان فالله أعلم بصحته ثم ذكره قلت روى ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث ابن عباس فذكر حديث الخاتم والشيطان قريبا مما حكاه المصنف وذكره ابن كثير في تفسيره وقال اسناده قوي وكأنه مما تلقاه ابن عباس من أهل الكتاب إن صح عنهم وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه وفيه منكرات من أشدها ذكر النساء والمشهور عن مجاهد وغيره من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله منه تشريفا لنبيه عليه السلام قال وقد رويت هذه القصة عن سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة من السلف وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب قلت روى النسائي في التفسير عند قوله تعالى * (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) * أخبرنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الذي أصاب أصحاب سليمان ابن داود عليه السلام بسبب امرأة من أهله يقال لها جرادة وكانت أحب نسائه
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 197 199 ... » »»