وأما حديث أبي أمامة فرواه أحمد وأبو داود الطيالسي في مسنديهما والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما من حديث فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام انتهى زاد البيهقي فيه قال دعوة إبراهيم فهي قوله * (ربنا وابعث فيهم رسولا) * وأما بشارة عيسى فهي أن الله تعالى أمر عيسى أن يبشر به قومه وأما رؤيا أمه... ثم ساق بسنده إلى ابن إسحاق قال كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنها أتيت حين حملت بمحمد صلى الله عليه وسلم فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع على الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد في كل بر عاهد وكل عبد رايد يراود غير رايد فإنه عبد الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد قال وآية ذلك يخرج معه نور يملأ قصور بصرى فإذا وقع فسميه محمدا فسمته بذلك انتهى وللحديث طريق آخر عند الحاكم رواه في كتاب الفضائل من المستدرك من طريق ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى والله أعلم وأما حديث شداد بن أوس فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا يحيى ابن حجر بن النعمان السامي ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبيح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم وإن أمي رأت في بطنها نورا قالت فجعلت أتبع بصري النور فجعل النور يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها مختصر
(٨٣)