دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٤ - الصفحة ١٢٨٩
كان اليوم الثالث أخذ على علي رضي الله عنه لئن أخبره / بالذي يريد ليكتمن عليه، ففعل، فقال: إنه بلغني أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي، فبعثت بأخي، فلم يأتني بما يشفيني، فجئت بنفسي لأخبر خبره، فقال له علي رضي الله عنه: إني غاد فاتبع أثري، فإني إن رأيت ما أخاف عليك منه قمت كأني أبول، ورجعت إليك، وإن لم أر شيئا فاتبع أثري، فغدا علي رضي الله عنه، وغدا أبو ذر رضي الله عنه على إثره، حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، فقال: يا رسول الله! مرني بأمرك، فقال:
(ارجع إلى قومك حتى إذا بلغك خبري فأتني)، فقال: لا والله! حتى أصرخ بالإسلام فخرج، إلى المسجد فنادى بالصلاة، ونادى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقال المشركون: صبأ الرجل، صبأ الرجل، ثم ضربوه حتى سقط! فمر به العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فانكب عليه، ثم قال: يا معشر قريش! أنتم تجار، وطريقكم على غفار، تريدون أن يقطع الطريق عليكم؟ فأمسكوا عنه، فلما كان اليوم الثاني عاد لمثل مقامه فعادوا لضربه، فمر عليه العباس رضي الله عنه فقال لهم مثل ذلك،
(١٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1280 1281 1284 1285 1288 1289 1290 1291 1292 1293 1294 ... » »»