نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٢٣
طاعة الله تعالى، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. (1) 59 - وقال صلى الله عليه وآله: تنكح المرأة لجمالها ومالها ودينها وحسبها، فعليك بذات الدين تربت (2) يداك. (3) 60 - وقال صلى الله عليه وآله: إن من قلب ابن آدم في كل واد شعبة، فمن اتبع قلبه بذلك الشعب لم يبال الله في أي واد أهلكه، ومن يتوكل على الله كفاه تلك الشعب. (4).
61 - وقال صلى الله عليه وآله: إنما الأمور ثلاثة: أمر استبان لك رشده فاتبعه، وأمر

١) أورده في أعلام الدين: ١٦٢ (مخطوط) والمتقي الهندي في كنز العمال: ١ / ١٥٠ ح ٧٤٨ نحوه.
٢) " أ " و " ب " لاتربت. قال الجزري في النهاية.
" عليك بذات الدين تربت يداك " ترب الرجل إذا افتقر، أي لصق بالتراب. وأترب إذا استغنى وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الامر به، كما يقولون قاتله الله. وقيل معناها لله درك. وقيل أراد به المثل ليرى المأمور بذلك الجد وأنه ان خالفه فقد أساء. وقال بعضهم هو دعاء على الحقيقة، فإنه قد قال لعائشة رضي الله عنها: تربت يمينك، لأنه رأى الحاجة خيرا لها، والأول الوجه، ويعضده قوله:
في حديث خزيمة " أنعم صباحا تربت يداك " فان هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تعدمت الوصية، به ألا تراه قال أنعم صباحا. ثم عقبه بتربت؟ يداك. وكثيرا ترد للعرب ألفاظ ظاهرها الذم، وإنما يريدون بها المدح كقولهم، لا أب لك ولا أم لك، وهوت أمه، ولا أرض لك، ونحو ذلك.
٣) روى (قطعة منه) الكليني في الكافي: ٥ / ٣٣٢ ح ١ بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله، عنه وسائل الشيعة: ١٤ / ٣٠ ح ٢.
وأورد (قطعة منه) في التهذيب: ٧ / 401 ضمن ح 9 عن ابن فضال: عن أبي جعفر عليه السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
4) رواه ابن ماجة في سننه: 2 / 1395 ح 4166 عن عمرو بن العاص، وفيه " التشعب " بدل " تلك الشعب ".
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»