جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١١٠
معمر عن رجل عن عكرمة قال قال عيسى عليه السلام لا تطرح اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخنزير لا يصنع باللؤلو شيئا ولا تعطي الحكمة لمن لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قام أخي عيسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم وقد نظم هذا المعنى بعض الحكماء فقال من منع الحكمة من أهلها أصبح في الناس لهم ظالما أو وضع الحكمة في غيرهم أصبح في الحكم لهم غاشما لا خير في المرء إذا ما غدا لا طالب العلم ولا عالما ورحم الله القائل أأنثر درا بين سائمة النعم أم أنظمه نظما لمهملة الغنم ألم ترني ضيعت في شر بلدة فلست مضيعا بينهم درر الكلم فإن يشفني الرحمن من طول ما أرى وإلا فمخزون لدي ومكتتم حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن إسماعيل قال حدثنا عبد الملك بن يحيى قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا سنيد قال حدثنا عيسى بن يونس عن جرير بن عثمان عن سليمان بن سمير عن كثير بن مرة الحضرمي إنه قال إن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا لا تحدث العلم غير أهله فتجهل ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك ولا تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك ولقد أحسن القائل قالوا نراك طويل الصمت قلت لهم ما طول صمتي من عي ولا خرس لكنه احمد الأشياء عاقبة عندي وأيسره من منطق شكس أأنشر البز فيمن ليس يعرفه أم أنثر الدر بين العمي في الغلس
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»