التمهيد - ابن عبد البر - ج ١٨ - الصفحة ١٥٩
وروينا أن مالك بن أنس رحمه الله كان ينشد لبعض صالحي أهل المدينة * أخي لا تعتقد دنيا * قليلا ما تواتيكا * فكم قد أهلكت خلا * أليفا لو تنبيكا * ولا تغررك زهرتها * فتلقي السم في فيكا * في أبيات كثيرة فمرة يضيفون ذلك إلى الدهر ومرة إلى الزمان ومرة إلى الأيام (1) ومرة إلى الدنيا وذلك كله مفهوم المعنى على ما ذكرنا وفسرنا والحمد لله وقال أبو العتاهية * ألا عجبا للدهر لا بل لريبه * تضرم ريب الدهر كل إخاء * ومزق ريب الجهر كل جماعة * وكدر ريب الدهر كل صفاء * وقال آخر * يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا * وأنت والد سوء تأكل الولدا * أستغفر الله بل ذا كله قدر * رضيت بالله ربا واحدا صمدا
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»