الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٨٧٧
المهاجرات تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع فأولع بها وشغلته عن مغازيه فأمره أبوه بطلاقها لذلك فقال * يقولون طلقها وخيم مكانها * مقيما تمنى النفس أحلام نائم * * وإن فراقي أهل بيت جميعهم * على كثرة مني لإحدى العظائم * * أراني وأهلي كالعجول تروحت * إلى بوها قبل العشار الروائم * فعزم عليه أبوه حتى طلقها ثم تبعتها نفسه فهجم عليه أبو بكر وهو يقول * أعاتك لا أنساك ما ذر شارق * وما ناح قمري الحمام المطوق * * أعاتك قلبي كل يوم وليلة * إليك بما تخفي النفوس معلق * * ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها * ولا مثلها في غير جرم تطلق * * لها خلق جزل ورأي ومنصب * وخلق سوى في الحياء ومصدق * فرق له أبوه فأمره فارتجعها فقال حين ارتجعها * أعاتك قد طلقت في غير ريبة * وروجعت للأمر الذي هو كائن * * كذلك أمر الله غاد ورائح * على الناس فيه ألفة وتباين * * وما زال قلبي للتفرق طائرا * وقلبي لما قد قرب الله ساكن * * ليهنك أني لا أرى فيه سخطة * وأنك قد تمت عليك المحاسن * * وأنك ممن زين الله وجهه * وليس لوجه زانه الله شائن * ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى بسهم فمات
(١٨٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1872 1873 1874 1875 1876 1877 1878 1879 1880 1881 1882 ... » »»