الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٦٣٩
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا عبد الرحمن حدثنا ابن أخي الأصمعي عن عمه قال أسلم أبو خراش وحسن اسلامه ثم أتاه نفر من أهل اليمن قدموا حجاجا والماء منهم غير بعيد فقال يا بني عمي ما أمسى عندنا ماء ولكن هذه برمة وشاة فردوا الماء وكلوا شاتكم ثم دعوا برمتنا وقربتنا على الماء حتى نأخذها فقالوا لا والله ما نحن سائرين في ليلتنا هذه وما نحن ببارحين حيث أمسينا فلما رأى ذلك أبو خراش أخذ قربة وسعى نحو الماء تحت الليل استقى ثم أقبل صادرا فنهشته حية قبل أن يصل إليهم فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء وقال اطبخوا شاتكم وكلوا ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا على شاتهم يأكلون حتى أصبحوا وأصبح أبو خراش وهو في الموتى فلم يبرحوا حتى دفنوه وقال وهو يموت في شعر له * لقد أهلكت حية بطن واد * على الإخوان ساقا ذات فضل * * فما تركت عدوا بين بصري * إلى صنعاء يطلبه بذحل * فبلغ خبره عمر بن الخطاب فغضب غضبا شديدا وقال لولا أن تكون سنة لأمرت ألا يضاف يمان أبدا ولكتبت بذلك إلى الآفاق ثم كتب إلى عامله باليمن بأن يأخذ النفر الذين نزلوا على أبي خراش الهذلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم بعد ذلك بعقوبة يمسهم بها جزاء لفعلهم 2929 أبو خزامة اسمه رفاعة بن عرابة ويقال ابن عرادة العذري من بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ويقال فيه الجهني وهو بالجهني أشهر وجهينة أخو عذرة كان يسكن الحباب وهي أرض عذرة له صحبة عداده في أهل الحجاز روى عنه عطاء بن يسار
(١٦٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1634 1635 1636 1637 1638 1639 1640 1641 1642 1643 1644 ... » »»