الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ٩٣٨
والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان رجل يطلب فقها ورجل يطلب فضلا فأي هذين تمنع وكان بالحضرة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني فجعل يقول * لا در در الليالي كيف تضحكنا * منها خطوب أعاجيب وتبكينا * ومثل ما تحدث الأيام من عبر * في ابن الزبير عن الدنيا تسلينا * كنا نجىء ابن عباس فيسمعنا * فقها ويكسبنا أجرا ويهدينا * ولا يزال عبيد الله مترعة * جفانه مطعما ضيفاا ومسكينا * فالبر والدين والدنيا بدارهما * ننال منها الذي نبغي إذا شئنا * إن النبي هو النور الذي كشطت * به عمايات ماضينا وباقينا * ورهطه عصمة في دينه لهم * فضل علينا وحق واجب فينا * ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم * منا وتؤذيهم فينا وتؤذينا * ولست بأولاهم به رحما * يا بن الزبير ولا أولى به دينا * لن يؤتى الله إنسانا ببغضهم * في الدين عزا ولا في الأرض تمكينا * وكان ابن عباس رضي الله عنهما قد عمى في آخر عمره وروى عنه أنه رأى رجلا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعرفه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال له رسول الله عليه وسلم أرأيته قال نعم قال ذلك جبرئيل أما إنك ستفقد بصرك فعمى بعد ذلك في آخر عمره وهو القائل في ذلك فيما روى عنه من وجوه * إن يأخذ الله من عيني نورهما * ففي لساني وقلبي منهما نور * قلبي ذكى وعقلى غير ذي دخل * وفى فمي صارم كالسيف مأثور *
(٩٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 933 934 935 936 937 938 939 940 941 942 943 ... » »»