فاستحيت المرأة وقامت راجعة فقال كعب بن سور يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك فقال أكذلك أزادت قال نعم قال ردوا على المرأة فردت فقال لها لا بأس بالحق أن تقوليه إن هذا يزعم أنك جئت تشتكين أنه يجتنب فراشك قالت أجل إني امرأة شابة وإني أبتغي ما تبتغى النساء فأرسل إلى زوجها فجاء فقال لكعب اقض بينهما فقال يا أمير المؤمنين أحق بأن يقضى بينهما فقال عزمت عليك لتقضين بينهما فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم قال فإني أرى أن لها يوما من أربعة أيام كأن زوجها له أربع نسوة فإذا لم يكن له غيرها فإني أقضى له بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن ولها يوم وليلة فقال عمر والله ما رأيك الأول بأعجب من الاخر اذهب فأنت قاض على أهل البصرة وروى وكيع عن زكريا عن الشعبي قال يقال إنه كان على قضاء البصرة بعد كعب بن سور أبو زيد الأنصاري عمرو بن أخطب قال أبو عمر رحمه الله فأعجب عمر ما قضى به بينهما فبعثه قاضيا على البصرة وأمر عثمان أبا موسى أن يقضى كعب بن سور بين الناس ثم ولى ابن عامر فاستقضى بن سور فلم يزل قاضيا بالبصرة حتى كان يوم الجمل فلما اجتمع الناس بالحريبة واصطفوا للقتال خرج وبيده المصحف فنشره وشهره رجال بين الصفين يناشد الناس الله في دمائهم فقتل على تلك الحال أتاه سهم غرب فقتله وقد قيل إنه كان المصحف في عنقه وبيده عصا ويليه ابن بريش وهو يأخذ الجمل فأتاه سهم فقتله رحمة الله عليه أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال
(١٣١٩)