الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١٠٣٨
ولد في السنة السادسة بعد الفيل أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول خارج إليها وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته رقية كانت عليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف عليها هكذا ذكره ابن إسحاق وقال غيره بل كان مريضا به الجدري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع وضرب له بسهمه وأجره فهو معدود في البدريين لذلك وماتت رقية في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه يوم بدر وأما تخلفه عن بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه إلى مكة في أمر لا يقوم به غيره من صلح قريش على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمرة فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عثمان قد قتل جمع أصحابه فدعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان حينئذ بإحدى يديه الأخرى ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل وما كان سبب بية الرضوان إلا ما بلغه صلى الله عليه وسلم من قتل عثمان وروينا عن ابن عمر أنه قال يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لنفسه فهو أيضا معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرناه
(١٠٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1033 1034 1035 1036 1037 1038 1039 1040 1041 1042 1043 ... » »»