الجلاس أحمد بن سويد ممن تخلف من المنافقين في غزوة تبوك وكان يثبط الناس عن الخروج فقال والله لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمر وكانت أم عمير أحمد بن سعد تحته وكان عمير يتيما في حجره لا مال له فكان يكفله ويحسن إليه فسمعه عمير يقول هذه الكلمة فقال عميريا جلاس والله لقد كنت أحب الناس إلى وأحسنهم عندي يدا وأعزهم على أن يدخل عليه شئ يكرهه ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنك ولئن كتمتها لأهلكن ولأحداهما أهون على من الأخرى فذكر للنبي * مقالة الجلاس فبعث النبي * إلى الجلاس فسأله عما قال عمير فخلف بالله ما تكلم به قط وإن عميرا لكاذب وعمير حاضر فقام عمير من عند النبي * وثو يقول اللهم أنزل على رسولك بيان ما تكلمت به فأنزل الله تعالى على رسوله * يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر الآية فتاب بقد ذلك الجلاس واعترف بذنبه وحسنت توبته قال وحدثني عبد الحميد أحمد بن جعفر قال حدثني أبى قال قال الجلاس أسمع الله وقد عرض على التوبة والله لقد قلته وصدق عمير فتاب وحسنت توبته ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير فكان ذلك مما عرفت به توبته
(٢٦٥)