الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٨ - الصفحة ٢٧٤
وقد ذكرنا هذه الأحاديث كلها بأسانيدها في التمهيد 1668 - مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي] أنها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها قال أبو عمر دين الله يسر والحنيفية سمحة وقال الله عز وجل * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * [البقرة 185] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة (1) وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فلا يحصى الحسن منها كثرة ولو أفرد لها كتاب لقصر عنها ويكفي من ذلك قول الله عز وجل * (وإنك لعلى خلق عظيم) * [القلم 4] وقوله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين " [الأعراف 199] وهذا الحديث قد رواه الفضيل بن عياض عن منصور عن الزهري بألفاظ أتم من ألفاظ مالك - رحمه الله حدثني سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثني محمد بن إسماعيل قال حدثني الحميدي قال حدثني الفضيل بن عياش عن منصور بن المعتمر عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله شيء فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما (2) وحدثني عبد الوارث قال حدثني قاسم قال حدثني بكر بن حماد قال
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»