الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٨ - الصفحة ٢٣٢
ومثل هذا كثير قال الله عز وجل " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " [الإسراء 44] وأما قوله إن إبراهيم حرم فقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة وحديث جابر وحديث رافع بن خديج وحديث سعد بن أبي وقاص كما روي من حديث أنس وقد ذكرناها بالأسانيد في التمهيد وروى بن عباس وأبو شريح الكعبي الخزاعي وأبو هريرة أن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس حدثني عبد الوارث قال حدثني قاسم قال حدثني أحمد بن زهير قال حدثني أبي قال حدثني وهب بن جرير قال حدثني أبي قال سمعت يونس بن يزيد عن الزهري عن مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر أنه سمع أبا شريح بن عمرو الخزاعي ثم الكعبي يقول فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن الله حرم مكة لم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار أمس وأنها اليوم حرام كما حرمها أول مرة (1) وحدثني عبد الوارث [قال حدثني قاسم] قال حدثني أحمد [بن زهير] قال حدثني أبي قال حدثني جرير عن منصور عن مجاهد [عن طاوس [عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاءه فقال العباس إلا الإذخر فإنه لقبورهم وبيوتهم فقال إلا الإذخر (2) قال أبو عمر [هذا هو الصحيح والحقيقة لا المجاز ويشهد لذلك قول الله عز وجل * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) * [النمل 91] وقد روي أنه حرمها على لسان إبراهيم وليس بالقوي وقال] حدثني عبد الوارث قال حدثني قاسم قال حدثني أحمد بن زهير
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»