معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ١٨٨
وقال بعض الناس يسنم القبر ومقبرة المهاجرين والأنصار تسطح قبرها وتشخص عن وجه الأرض نحو شبر ويجعل عليها البطحاء مرة ومرة بطين.
ولا أحسب هذا من الأمور التي ينبغي أن ندخل فيها أخذ علينا وقد بلغنا عن القاسم بن محمد قال:
رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم / وأبي بكر وعمر مسطحة.
قال أحمد:
قد رويناه عن ابن أبي فديك عن عمرو بن عثمان بن هاني عن القاسم بن محمد.
ورويناه عن سفيان التمار: أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما.
فإن كان حفظه عنه أبو بكر بن عياش فكأنه غير عما كان رواه القاسم بن محمد.
ولا اعتبار بما أحدث وقد استحب بعض أهل العلم من أهل الحديث التسنيم في هذا الزمان لكونه جائزا بالإجماع وأن التسطح صار شعارا لأهل البدع كيلا يكون سببا لإطالة الألسنة فيمن فعل ذلك بقبره وهو منزه عنه والله أعلم.
قال الشافعي:
ويوضع عند رأسه صخرة أو علامة ما كانت.
قال أحمد:
قد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما دفن عثمان بن مظعون حمل حجرا فوضعه عند رأسه وقال:
' ليعلم به قبر أخي أدفن إليه من مات من أهلي '.
قال الشافعي:
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»