بسم الله الرحمن الرحيم وقبل أن أشرع في تحقيق الجزء وتخريج أحاديثه لا بد أن أذكر ما قال الحافظ في الفتح بصدد رواة هذا الحديث. قال الحافظ ابن حجر في كتابه له (فتح الباري بشرح صحيح البخاري). بعد أن روى حديث (من كذب علي) من عدة طرق عن علي والزبير وأبي هريرة وأنس وسلمة بن الأكوع في كتاب العلم وقد أخرجه البخاري حديث (من كذب علي) أيضا من حديث المغيرة وهو في الجنائز: ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في أخبار بني إسرائيل، من حديث واثلة بن الأسقع وهو في مناقب قريش، لكن ليس هو بلفظ الوعيد بالنار صريحا. واتفق مسلم معه على تخريج حديث علي وأنس وأبي هريرة والمغيرة، وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد أيضا، وصح أيضا في غير الصحيحين من حديث عثمان بن عفان وابن مسعود وابن عمر وأبي قتادة وجابر وزيد بن أرقم، وورد أسانيد حسان من حديث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد وأبي عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل وعقبة بن عامر الجهني وعمران بن حصين وابن عباس وسلمان الفارسي ومعاوية بن أبي سفيان ورافع بن خديج وطارق المجاشعي والسائب بن يزيد وخالد بن عرفطة وأبي أمامة وأبي قرصافة وأبي موسى الغافقي وعائشة، فهؤلاء (ثلاثة و) ثلاثون نفسا من الصحابة، وورد أيضا عن نحو من خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة، عن نحو عشرين آخرين بأسانيد ساقطة. وقد اعتنى جماعة من الحفاظ بجمع طرقه، فأول من وقفت على كلامه في ذلك الحافظ المديني وتبعه يعقوب بن شيبة فقال:
روى هذا الحديث من عشرين وجها عن الصحابة من الحجازيين وغيرهم، ثم