ثم سكت الفتى فاقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خصال خمس ان ابتليتم بهن ونزلن بكم وأعوذ بالله ان تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولن ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولن ينقضوا عهد الله ورسوله الا سلط الله عليهم عدوهم ثم غزوهم واخذوا بعض ما كان في أيديهم وما لم يحكموا بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ثم امر عبد الرحمن بن عوف فتجهز لسرية بعثه عليها فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقضها فعممه وارسل من خلفه أربع أصابع أو نحوها ثم قال هكذا يا ابن عوف فإنه أعرف وأحسن ثم امر بلالا فدفع إليه اللواء فحمد الله وصلى على النبي ثم قال خذ ابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله لا تغدروا ولا تمثلوا فهذا عهد الله وسنة نبيكم فيكم حدثنا أبو زرعة قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن انس بن مالك قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه وركب حماره وانطلق معه قوم من أصحابه فلما اتوه قال عبد الله بن أبي تنحى فقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من المسلمين والله لحمار
(٦٢)