أرفقوا بي فسبيل ذلك وإن أبو فاخلعني لهم من مالكا قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه فعرض عليهم أن يرفقوا به فقال نحن نحب أموالنا فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال معاذ كله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا على بعض اليمن ليجبره فأصاب معاذ من اليمن من مرافق الامارة مالا فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ باليمن فارتد بعض أهل اليمن فقاتلهم معاذ وأمراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم على اليمن حتى دخلوا في الاسلام ثم قدم في خلافة أبي بكر الصديق بمال عظيم وأتاه عمر بن الخطاب فقال إنك قدمت بمال عظيم وإني أرى أن تأتي أبا بكر فتستحل منه فإن أحله لك طاب لك وإلا دفعته إليه فقال معاذ لقد علمت يا عمر ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليجبرني حين دفع مالكا إلى غرمائي وما كنت لأدفع إلى أبي بكر شيئا مما جئت به إلا أن يسألنيه ولم فإن سألنيه دفعته إليه وإن لم يأخذ أمسكته فقال له عمر أني لم آلك ونفسي إلا خيرا ثم قام عمر فانصرف فلما ولى دعاه فعاد فقال إني مطيعك ولولا رؤيا رأيتها لم أطعك إني أراني في نومي غرقت في حومة ماء فأراك أخذت بيدي فأنجيتني منها فانطلق بنا إلى أبي بكر فانطلقا حتى دخلا عليه فذكر له معاذ كنحو مما كلم به عمر فيما كان من غرمائه وما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبره ثم أعلمه بما جاء به من المال حتى قال وسوطي هذا مما جئت به فما رأيت فخذ وما رأيت فأطبه بين فقال له أبو بكر هو لك كله يا معاذ فالتفت عمر إلى معاذ فقال يا معاذ هذا حين طاب لك فكان معاذ من أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مالا وكان معاذ أول رجل أصاب مالا من مرافق الامارة قال ابن شهاب فمضت السنة بأن خلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله ولم يأمر بيعة وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
(٣١٠)