علي فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه ثم قال أدن مني أدن مني فأسنده إذا إليه فلم يزل عنده حتى توفي فلما قضى قام علي وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي يقول ما زلت طيبا حيا وطيبا ميتا وسطعت ريحه طيبة لم يجدوا مثلها فقال إنها ريح حنينك فقال كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم فقال علي أدخلوا علي الفضل بن العباس فقالت الأنصار نشدناكم بالله في نصيبنا من رسول الله فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واغسلوه كما هو في قميصه فغسله علي يدخل يده تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده تحت القميص) حدثنا إبراهيم قال حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال (كان العرب يجعلون عاما شهرا وعاما شهرين ولا يصيبون الحج إلا في كل ستة وعشرين سنة مرة وهو النسئ الذي ذكر الله عز وجل في كتابه فلما كان عام حج أبو بكر بالناس وافق في ذلك العام الحج فسماه الله الحج الأكبر ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فاستقبل الناس الآهلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض)
(١٩٦)