فضيلة الشكر لله - محمد بن جعفر السامري - الصفحة ٥٢
فقال: يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمس مئة عام على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله له عينا بعرض الأصبع تفيض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له كل يوم رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى أصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا ولا يجعل للأرض ولا لشئ يفسده عليه سبيلا ثم يبعثه وهو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيقف بين يدي الله عز وجل فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي فيقول: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي. فيقول: بل بعملي فيقول الله لملائكته: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله. قال: فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمئة عام وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول: أدخلوا عبدي النار. قال: فيجر إلى النار فينادي: رب برحمتك أدخل الجنة. فيقول: ردوه فيوقف بين يديه فيقول: يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا؟ فيقول: أنت يا رب فيقول: أكان ذلك من قبلك أم برحمتي؟ فيقول: بل برحمتك. فيقول: من قواك على عبادة خمسمئة عام فيقول: أنت يا رب. فيقول من أنزلك في جبل في وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل يوم رمانة وإنما تخرج في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك؟ فيقول: أنت يا رب فيقول: فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست