فضيلة الشكر لله - محمد بن جعفر السامري - الصفحة ٢٣
والأدباء، فكتابه فضيلة الشكر جزء حديثي مشفوع بأخبار أديبة ولغوية. فهو يورد الاخبار مروية بسنده إلى أصحابها، ثم يردفها بشرح لبعض الألفاظ اللغوية إن احتاج الخبر ذلك مسندا ذلك إلى أصحابها بحق روايته لها عن شيوخه، ويستشهد بأبيات شعرية ينقل ذلك عن كبار العلماء كالمبرد والقاسم بن سلام وابن أبي الدنيا وغيرهم.
مقارنة بين كتاب الشكر عند الخرائطي وابن أبي الدنيا:
ألف ابن أبي الدنيا كتابا في الشكر، وكذلك الخرائطي، ومع أنهما عاشا في فترة متقاربة - إذ ولد ابن أبي الدنيا سنة 208 ه‍ وتوفي سنة 281 ه‍ أما الخرائطي فقد ولد على وجه التقريب سنة 237 ه‍ وتوفي سنة 327 ه‍ - لا نجد ما يدل على سبب واضح في اختيار هذا الموضوع في هذه الفترة.
ويعود الفضل في السبق لابن أبي الدنيا العالم الأديب المحدث الاخباري، ويظهر التبويب في الاخبار وترتيبها عند الخرائطي، وتكاد مصادرهما في إيراد الاخبار أن تكون متقاربة. وقد سارا في كتابيهما بطريقة واحدة هي طريقة المحدثين في مجالسهم، وأجزائهم الحديثية من حيث إيراد الاخبار بالسند المتصل والاستشهاد بالأبيات الشعرية، ولا بد من الإشارة إلى أن المؤلفين قد اشتركا في إيراد أخبار متماثلة في أحيان كثيرة أشرت إليها في هامش الكتاب.
أهمية الكتاب:
كتاب الشكر للخرائطي من الكتب النادرة التي ألفت في بابها، والمتتبع للمصنفات الحديثية لا يجد من نهج في هذه الطريقة وهذا النوع من التأليف إلا ابن أبي الدنيا والخرائطي.
وتعود أهمية الكتاب إلى تلك الطريقة التي نهجها المؤلف في الجمع بين طريقة المحدثين والأدباء واللغويين في إيراد الاخبار.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست