ذم أهل الرأي ومدح أهل الحديث 39 ولاتك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح وقد ذكر رحمه الله أئمة أهل الحديث بخير وسكت عن أئمة أهل الرأي وكذلك فليكن صنعك فبعد أن ذكر الصحابة والتابعين قال ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح 24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح وإنما اقتصر على هؤلاء مع وجود أئمة في أهل الحديث غيرهم كالليث بن سعد وغيره لأن هؤلاء الأئمة المشهورون عند أهل الحديث بالفقه في بلادهم المدينة والعراق والشام ومصر وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي واتباع السنة في الفقه هو تقديم النص على القياس بل قول الصحابي والتابعي في فهم النص أو في غيبتنا عن النص على قول غيره وهذا هو نهج أحمد رحمه الله والفقه والاعتقاد أمر واحد فمن قدم السنة في الاعتقاد فكيف لا يقدمها في الفقه وقال ابن أبي داود 2 39 الجامع للخطيب وقلت لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد أما التقليد فلا يفعله أحد من أهل السنة بل ولا عاقل من غيرهم وكذلك العصبية المذهبية العمياء إنما السبيل هو السنة ولا يرضى أحمد رحمه الله ولا غيره من
(٥٩)