ونوكي أخبرنا الأمة الرعاع يتعب إحصاؤها ويمل تعدادها فيها القول في اسم الشئ أهو هو أم هو غيره ونحن نبين الصواب لدينا من القول في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق القول في القرآن وأنه كلام الله فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ في السماء وجد وفي الأرض حيث حفظ في اللوح المحفوظ كان مكتوبا وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما في حجر نقش أو في ورق خط أو في القلب حفظ وبلسان لفظ فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا أو أعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قاله بلسانه دائنا به فهو بالله كافر حلال الدم برئ من الله والله منه برئ بقول الله عز وجل بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ البروج 23، 22 وقال وقوله الحق عز وجل وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله التوبة 6 فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب وأنه من لسان محمد ص يا مسموع وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع في اللوح المحفوظ مكتوب وكذلك هو في الصدور محفوظ وبألسن الشيوخ والشباب متلو
(١٨)