وصفرت وجهي وألقيت وسادة قبالة باب الدار فاجتنحت عليها قالت فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلي فقال مالك يا عائشة قالت يا رسول الله اشتكيت وصدعت قال يقول بل واراساه قالت فما لبثت إلا قليلا حتى أتيت به يحمل في كساء قالت فمرضته ولم أمرض مريضا قط ولا رأيت ميتا قط قالت فرفع رأسه فأخذته فأسندته إلى صدري قالت فدخل أسامة بن زيد وبيده سواك أراك رطب قالت فلحط إليه قالت فظننت أنه يريده فأخذته فنكثته بفي فدفعته إليه قالت فأخذه فأهواه إلى فيه قالت فخفقت يده فسقط من يده ثم أقبل بوجهه إلي حتى إذا كان فاه في ثغري سأل من فيه نقطة باردة اقشعر منها جلدي وثار ريح المسك في وجهي فمال رأسه فظننت أنه غشي عليه قالت فأخذته فنومته على الفراش وغطيت وجهه قالت فدخل أبي أبو بكر فقال كيف ترين فقلت غشي عليه فدنا منه فكشف عن وجهه فقال يا غشياه ما أكون هذا بغشي ثم كشف عن وجهه فعرف الموت فقال
(٣٧٠)