الآحاد والمثاني - الضحاك - ج ٥ - الصفحة ٥٦
يوم وليلة وإن تكن غير ذلك فسنوثق منك فشددناه رباطا وخلفنا عنده رويجلا منا أسود ثم قلنا إن نازعك فاجتز رأسه ثم سرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس فكمنا في ناحية الوادي وبعثني أصحابي ربيئة لهم فخرجت فأتيت تلا مشرفا على الحاضر يطلعني عليهم حتى إذا أسندت فيه علوت على رأسه ثم انبطحت عليه فوالله إني لأنظر إذ خرج رجل منهم من خبائه فقال لامرأته والله أني لأرى على هذا التل أسوادا ما رأيته أول يومي هذا فانظري إلى أوعيتنا لا تكون جرت الكلاب منها شيئا قال فنظرت ثم قالت والله ما أفقد من أوعيتي شيئا قال فقال ناوليني قوسي ونبلي قال فناولته قوسه وسهمين معها فأرسل سهما فوالله ما أخطأ جنبي ونزعته وثبت ثم أرسل الآخر فوضعه في منكبي فانتزعته وثبت فقال لامرأته والله لو كان ربيئة لقد تحرك لقد خالطه سهمان لا أبا لك إذا أصبحت فأتبعيهما لا تمضغهما على الكلاب ثم دخل وراحت الماشية من إبلهم وأغنامهم فلما احتلبوا واعطنوا واطمأنوا وناموا شننا عليهم الغارة وقتلنا وأستقنا الغنم وخرج صريخ القوم وقومهم وجاءنا لا قبل لنا به وخرجنا فحدرنا حتى مررنا بابن البرصاء فاحتملناه واحتملنا صاحبنا وأدركنا القوم حتى نظرنا إليهم ما بيننا وبينهم إلا الوادي موجهين في ناحيته الأخرى إذ جاء الله بالوادي من حيث شاء يملا جنبيه وأيم الله تعالى ما رأينا قبل ذلك سحابا ولا مطرا فجاء بما لا يستطيع أحد أن يحوزه فلقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا وقال أسندناها في المشلل وفتناهم قوما لا يقدرون فيه على طلبنا فوالله ما أنسى قول زاجر من المسلمين وهو بها
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»