ولد سنة (199) وسمع من جماعة كثرة من الثقات.
وشارك الامام البخاري في كثير من شيوخه، كما سترى في هذا الكتاب، وبورك له في عمر حتى صار واحدا في عصره في علو الاسناد، فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كثير من أمثاله، وكان الناس يصيرون إليه، فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون، فمن قوم يحملون الحديث ومن قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
استوطن بغداد، وولي قضاءها نحو أربعين سنة، وكان مسددا في قضائه، حسن المذهب فيه، وكان في أكثر أوقاته - بعد فراغه من الخصوم - متشاغلا بالعلم. وكان عفيفا صلبا، فهما، صنف (المسند) وكتبا عدة في علوم القرآن، وجمع حديث مالك يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب السختياني، وكان إماما في العربية حتى قال المبرد: هو أعلم بالتصريف مني.
تفقه بأحمد بن المعدل، وأخذ علم الحديث وعلله عن علي بن المديني شيخ البخاري.
روى عنه، عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون الحافظ، وأبو بكر بن النجاد، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن خلف القاضي المعروف ب (ويع) وأكثر من الرواية عنه في كتابه (أخبار القضاة).
مات فجأة سنة (282) رحمه الله تعالى.