170 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال:
أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصوم يوم، وقال: (لا يفطرن أحد، حتى آذن له) فصام الناس، حتى إذا أمسوا، جعل الرجل يجيئ، فيقول: يا رسول الله، إني ظللت صائما، فأذن لي فأفطر، فيأذن له، والرجل، والرجل، حتى جاء رجل، فقال: يا رسول الله، فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين، وإنهما يستحيان ان يأتياك، فأذن لهما ان يفطرا، فأعرض عنه، ثم عاوده، فأعرض عنه، ثم عاوده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكيف صام من ظل هذا اليوم، يأكل لحوم الناس!! ذهب قمرهما إن كانتا صائمتين، فليستقيئا) فرجع إليهما، فأخبرهما فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم، فرجع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: (والذي نفس محمد بيده، لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار) (1).
171 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان، التيمي قال: سمعت رجلا يحدث في مجلس أبى عثمان النهدي، عن عبيد مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن امرأتين من الأنصار، صامتا على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس، فجاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن هاهنا امرأتين صامتا، وقد كادتا ان تموتا من العطش، فأعرض عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، فسكت.. قال: ثم جاءه بعد ذلك، أحسبه قال: في الظهيرة، فقال: يا رسول الله، إنهما والله لقد ماتتا، أو كادتا أن تموتا.. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ايتوني بهما) فجاءنا، فدعا بعس، أو قدح، فقال لإحداهما: (قيئي)