كتاب الصمت وآداب اللسان - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧٥
112 - حدثنا عبد الله حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا محمد ابن يزيد بن خنيس، عن وهيب بن الورد، رحمه الله، بلغه أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن، ثقيل في الميزان)؟ قلت: بلى يا رسول الله...
قال: (هو الصمت، وحسن الخلق، وترك ما لا يعنيك) (1).
113 - حدثنا عبد الله، وحدثنا سويد بن سعيد، حدثنا حفص ابن ميسرة، عن زيد بن أسلم قال: دخل علي ابن أبي دجانة وهو مريض، ووجهه يتهلك، فقال: ما من عملي شئ أوثق في نفسي من اثنتين: لم أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي للمسلمين سليما.
114 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو محمد العتكي، عن عبد الرحمن بن صالح، حدثني أبو هارون - جليس لأبي بكر بن عياش - عن محرز التيمي، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سمعته يقول: خمس لهن أحسن من الدهم الموقفة: لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنه فضل، ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك، حتى تجد له موضعا، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه، قد وضعه في غير موضعه فيعنت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فان الحليم يقليك، وان السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيب عنك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكرك به، واعفه عما تحب أن يعفيك منه، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالاحسان، مأخوذ بالاجرام (2).
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 73 74 75 76 77 79 81 82 ... » »»