كتاب الصمت وآداب اللسان - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٣٠٣
ألا تتكلم؟ قال: أنتظر رسول رب العالمين، وأنا مفكر في الجواب، فالذي يكون مشغولا بذلك، كيف يقدر بأن يتكلم.
704 - وفى الكتاب قال: وقال رجل لعبد الله بن المبارك، رحمه الله، ربما أردت أن أتكلم بكلام حسن أو أحدث بحديث فأسكت، أريد أن أعود نفسي السكوت، قال: تؤجر في ذلك وتشرف به. قال: وقال بعض الحكماء: إني لاعتبر كلامي، فيما لا بد لي منه مصيبة واقعة، وأستعين بالله على السلامة منها، وإني أعتد بصمتي عما لا يعنيني غنما، وحادث نعمة ألتمس الشكر عليها، إذ علمت أن من وراء كل كلمة رقيبا عتيدا (1) وأنزلت ما اضطررت إليه من الكلام مصيبة نازلة، وأنزلت ما كفيت من الكلام غنيمة باردة.
705 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن علي، حدثنا عبيد الله ابن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك، فأذكر عيوبك (2).
706 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن علي، حدثنا عبيد الله ابن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، رحمه الله:
(ولا تلمزوا أنفسكم) (سورة الحجرات 11) قال: لا يطعن بعضكم على بعض (3).
707 - حدثنا عبد الله، حدثني الحارث بن محمد العمى، عن شيخ من قريش قال: قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
الصمت داعية إلى المحبة.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»