جزء ابن عاصم - محمد بن عاصم الأصبهاني - الصفحة ١٢٦
بيته فقال: ويحكم لو كان الله عز وجل نافعا بقرابة من رسوله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين والله إني لأرجو أن يوتى المحسن منا أجره مرتين. قال: ثم قال: لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان آباؤنا ما تقولون في دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه فنحن والله كنا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم حقا وأحق بأن يرغبونا فيه منكم [ل 6 / أ] ولو كان الأمر كما تقولون ان الله ورسوله اختارا عليا لهذا الامر والقيام على الناس بعد إن كان عليا لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما امره أو يعذر فيه إلى الناس قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: أما والله أن لو يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت. ولقال لهم: أيها الناس إن هذا ولي امركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيئا فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 129 130 135 136 ... » »»
الفهرست