كتاب الإيمان - محمد بن يحيى العدني - الصفحة ٨٦
وجل بجلاله وعظمته وقدرته خلق الخلق غنيا على طاعتهم آمنا لمعصيتهم والناس يومئذ مختلفون في الرأي والمنازل والعرب بشر تلك المنازل أهل الدبر وأهل الوبر وأهل الحجر وأهل الحضر تحتاز دونهم طيبات الدنيا ورخام عيشها لا يسألون الله جماعة ولا يتلون كتابا عمى نجس وميتهم في النار مع ما لا يحصى من المزهود فيه والمرغوب عنه فلما أراد الله أن يبعث إليهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وينشر فيهم رحمته بعث فيهم رسولا من أنفسهم عزيز عليه ما عنتم حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم محمد صلى الله عليه وسلم فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه وأخرجوه من داره ومعه موعظة من ربه لا يتقدم إلا بأمره ولا يرحل إلا بإذنه وقد أخذ حبل الذمة من الأعلى وقد اضطروه إلى بطن غار فاختفى فيه اختفاء فلما أمر بالعزم وحمل على الجهاد اسبطر لأمر الله لوثا وقد استقام على الذي أمره الله به من تبليغ رسالته ومجاهدة المدبر حتى قبضه الله وقد أدى الذي عليه من حقه ثم أن أبا بكر قام من بعده فأخذ بسنته ودعى إلى سبيله ومضى على أمره حيث ارتدت العرب علي أو من ارتد منهم فحرصوا أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة فأبى أن يقبل منهم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قابلا منهم في حياته فانتزع السيوف من أغمادها
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»