أسانيد عائشة - رضي الله عنها - ثم أتبعته ببيان محتوى مسند عائشة - رضي الله عنها - هذا ما يتعلق بأهم النكات في الدراسة، أما ما يتعلق بأهم النكات في خدمة نصوص الكتاب - الأحاديث الواردة فيه -، فهي كالتالي:
أولا: ثبت لي من خلال ترقيم أحاديث مسندها أن مسندها تضمن اثنين وسبعين ومائتين وألف حديث بالمكرر، ومن جملتها خمس وخمسون حديثا من غير مسندها.
وتبين أنه قد روى معظم هذا العدد من الأحاديث عن عائشة - رضي الله عنها - ستة رواة من المكثرين عنها - وفي مقدمة الجميع وعلى رأسهم عروة بن الزبير، ابن أختها أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - جميعا.
فكل العدد الذي جاء من طريق هؤلاء الستة بالإجمال (1063) - ثلاث وستون وألف حديث، بل ومن حسن حظ رواياتها أنها جاءت أغلبها من طريق أشهر الفقهاء المعروفين بالمدينة المنورة - بل بأسانيد وصفت بأنها أصح الأسانيد عنها - رضي الله عنها - وقد بلغ مجموع الأحاديث التي جاءت من هذه الطرق الموصوف بها (346) حديث والضعيف منها (12) فقط.
والجدير بالذكر أن إسحاق لم يرو في هذا العدد الكبير من الأحاديث من الطريق التي وصفت بأوهى أسانيد عائشة - رضي الله عنها - وهذا ما يؤكد من منهج المؤلف في الانتقاء وبأنه يتحاشى بقدر الإمكان الطرق الواهية والموضوعة كما روى أبو زرعة الرازي أن إسحاق يخرج في مسنده أمثل ما ورد عن ذلك الصحابي إلا إذا لم يجد فيخرج - دونه وهذا ما ثبت لي من خلال دراستي وحكمي على رجال الأسانيد، حيث لم أجد في هذا العدد الكبير من الأحاديث في مسند عائشة من مسنده حديثا موضوعا ولا راويا كذابا، اللهم سوى ثلاثة أحاديث وهي حديث