وسلم - نذر أن يعتكف شهرا بحراء هو وخديجة فوافى ذلك رمضان، فخرج ذات يوم فسمع السلام عليكم فرجع فزعا حتى دخل بيته فحم فغشته قال خديجة ثوبا، فقالت: مالك؟. قال: ما أدري غير أني سمعت رجلا يقول: السلام عليك وأخشى أن يكون فجأة الجن فقالت: أبشر فإن السلام خير، ثم خرج أيضا ذات يوم قال: فرأيت جبريل منهبطا له جناحان جناح بالمشرق وجناح بالمغرب يهاب منه، فأقبلت مسرعا فسبقني، وكان بيني وبين الباب فكلمني وأنست إليه ثم وعدني موعدا فجئت الموعد وأبطأ علي فلما أردت أن أرجع إذا أنا به وميكائيل قد هبطا فنزل جبريل إلى الأرض وأقام ميكائيل بين السماء والأرض فأخذني جبريل فسلقني (1) القفا ثم شق عن بطني فاستخرج منه القلب فشقه ثم أخرج منه ما شاء الله - ثم غسله في طشت من ذهب ثم أعاده ثم لأمه ثم كفأني كما يكفأ الإناء عن ثم ختم ظهري حتى وجدت مس الخاتم ثم قال: اقرأ فقلت: لا أدري ما أقرا / فصنع بي حتى أجهشت بالبكاء ثم قال لي: اقرأ فقلت: اقرأ باسم [199 / ب] ربك الذي خلق، خلق الإنسان. قال: وقرأت خمس آيات ثم وزنني برجل فوزنته ثم وزنني برجلين فوزنتهما حتى وزنت مائة رجل، فقال ميكائيل: تبعته أمته ورب الكعبة ثم خرج بي فلا ألقى حجرا ولا شجرا إلا قال: السلام عليك يا رسول الله! ثم دخلت على خديجة فقالت:
السلام عليك يا رسول الله!