حاشية السندي على النسائي - ابن عبد الهادي - ج ٤ - الصفحة ٨
وهو الستر. قوله يا ليته مات بغير مولده لعله صلى الله تعالى عليه وسلم لم يرد بذلك يا ليته مات بغير المدينة بل أراد يا ليته كان غريبا مهاجرا بالمدينة ومات بها فإن الموت في غير مولده فيمن مات بالمدينة كما يتصور بأن يولد في المدينة ويموت في غيرها كذلك يتصور بأن يولد في غير المدينة ويموت بها فليكن التمني راجعا إلى هذا الشق حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة المنورة إلى منقطع أثره أي إلى موضع قطع أجله فالمراد بالأثر الأجل لأنه يتبع العمر ذكره الطيبي قلت ويحتمل أن المراد إلى منتهى سفره ومشيه في الجنة متعلق بقيس وظاهره أنه يعطى له في الجنة هذا القدر لأجل موته غريبا وقيل المراد أنه يفسح له في قبره بهذا القدر ودلالة اللفظ على هذا المعنى خفية والله تعالى أعلم. قوله إذا حضر المؤمن على بناء المفعول أي حضره الموت أخرجي الخطاب للنفس فيستقيم هذا الخطاب مع عموم المؤمن للذكر والأنثى مرضيا عنك بكسر الكاف على خطاب النفس إلى روح الله بفتح الراء رحمته وريحان أي طيب كأطيب ريح المسك حال أي حال كونه مثل أطيب ريح المسك وقيل صفة مصدر أي خروجا كخروج أطيب ريح المسك فلهم اللام المفتوحة للابتداء وهم مبتدأ خبره أشد وقيل يجوز أن تكون اللام جارة والتقدير لهم فرح هو أشد فرحا على توصيف الفرح بكونه فرحا على المجاز يقدم من القدوم ماذا فعل فلان على بناء الفاعل والمراد ما شأنه وحاله
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»