والمباشرة بأسبابه مع النظر إلى غاية نزاهته تعالى ولذلك قال تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا والله تعالى أعلم. قوله حين حضرته الوفاة ظرف للقول المتأخر لا للاسراف المتقدم اسحقوني قيل روى اسحكوني واسهكوني والكل بمعنى وهو الدق والطحن ثم اذروني من أذراه أي أطاره في الريح في البحر لتتفرق الاجزاء بحيث لا يكون هناك سبيل إلى جمعها فيحتمل أنه رأى أن جمعه يكون حينئذ مستحيلا والقدرة لا تتعلق بالمستحيل فلذلك قال فوالله لئن قدر الله فلا يلزم أنه نفى القدرة فصار بذلك كافرا فكيف يغفر له وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن وإنما فرض غير المستحيل مستحيلا فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة والكفر هو الأول لا الثاني ويحتمل أن شدة الخوف طيرت عقله فما التفت إلى ما يقول وما يفعل وأنه هل ينفعه أم لا كما هو المشاهد في الواقع في مهلكة فإنه قد يتمسك بأدنى شئ لاحتمال أنه لعله ينفعه فهو فيما قال وفعل في حكم المجنون وأجاب بعض بأن هذا رجل لم تبلغه الدعوة وهذا بعيد والله تعالى أعلم أد أمر من الأداء. قوله ملاقوا
(١١٣)