الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ١٠٦
كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم أهل الأرض فدل على راهب فاتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسها فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن اعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى ارض كذا وكذا فان بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها ارض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق اتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت ناء بصدره * * * 47 - (...) (حدثني) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة انه سمعت أبا الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فجعل يسأل هل له من توبة فاتى راهبا فسأله فقال ليست لك توبة فقتل الراهب ثم جعل يسأل ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون فلما كان في بعض الطريق ادركه الموت فناء بصدره ثم مات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فكان إلى القرية
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»