السمان البصري، وأبو عون هو عبد الله بن عون، وثمامة بضم الثاء المثلثة وتخفيف الميمين ابن عبد الله بن أنس يروي عن جده أنس.
وقد مر الحديث في كتاب الأطعمة في باب من تتبع حوالي القصة ومر أيضا في البيوع في: باب ذكر الخياط، وفيه روايات في رواية باب ذكر الخياط أن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه: قرب خبز أو مرقا فيه دياء، وقديد، وفي: باب من تتبع حوالي القصة: أن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ذكر الدياء فقط. وفي حديث الباب أن مولى له خياط، ولا منافاة بين هذه الروايات لأن الثقة إذا زاد يقبل، وقال الداودي: وجه ذلك أنهم كانوا لا يكتبون فربما أغفل الراوي عند التحديث كلمة.
34 ((باب: * (الرجل يتكلف الطعام لإخوانه) *)) أي: هذا باب في بيان: حال الرجل الذي يتكلف الطعام لإخوانه، وقال الكرماني: وجه التكلف في حديث الباب أنه حصر العدد والحاصر متكلف قلت: لأنه ألزم نفسه بعدد معين، وهذا تكلف لاحتمال الزيادة والنقصان.
5434 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود الأنصاري. قال: كان من الأنصار رجل يقال له: أبو شعيب، وكان له غلام لحام، فقال: اصنع لي طعاما أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة، فتبعهم رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك دعوتنا خامس خمسة، وهاذا رجل قد تبعنا فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته، قال: بل أذنت له.
مطابقته للترجمة، تؤخذ من قوله: (أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة) وقد ذكرنا أنه تكلف حيث حصر العدد.
ومحمد ابن يوسف هو أبو أحمد البخاري البيكندي، وسفيان هو ابن عيينة، والأعمش هو سليمان، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو مسعود عقبة بن عمر والأنصاري البدري.
والحديث قد مر في البيوع في: باب ما قيل في اللحام والجزار، فإنه أخرجه هناك عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود إلى آخره، وفي المظالم أيضا عن أبي النعمان، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (اللحام)، أي: بياع اللحم، وتقدم في البيوع بلفظ: قصاب. قوله: (خامس خمسة)، معناه: ادعو أربعة أنفس ويكون النبي صلى الله عليه وسلم خامسهم، يقال: خامس أربعة وخامس خمسة بمعنى واحد، وفي الحقيقة يكون المعنى الخامس مصير الأربعة خمسة، وانتصاب خامس على الحال ويجوز الرفع تقدير: ادعو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خامس خمسة، والجملة أيضا تكون حالا، وفي رواية مسلم عن الأعمش: اصنع لنا طعاما لخمسة نفر. قوله: (فتبعهم رجل)، وفي رواية أبي عوانة عن الأعمش، فاتبعهم، بتشديد التاء المثناة من فوق بمعنى: تبعهم، وفي رواية حفص بن غياث فجاء معهم رجل.
ومثل هذا الرجل الذي يتبع بلا دعوة يسمى طفيليا منسوبا إلى رجل من أهل الكوفة يقال له: طفيل من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها، وكان يقال له: طفيل الأعراس، وهذه الشهرة إنما اشتهر بها من كان بهذه الصفة بعد الطفيل المذكور. وأما شهرته عند العرب قديما فكانوا يسمونه: الوارش، بالشين المعجمة هذا إذا دخل لطعام لم يدع إليه، فإن دخل لشراب لم يدع إليه يسمونه الواغل بالغين المعجمة.
قوله: (وهذا رجل قد تبعنا) وفي رواية جرير وأبي عوانة اتبعنا، بالتشديد وفي رواية أبي معاوية لم يكن معنا حين دعوتنا.
قوله: (فإن شئت أذنت له) الخ وفي رواية أبي عوانة. فإن شئت أن يرجع رجع، وفي رواية جرير، وإن شئت رجع، وفي رواية أبي معاوية: أنه اتبعنا ولم يكن معنا حين دعوتنا فإن أذنت له دخل. قوله: (بل أذنت له) وفي رواية أبي أسامة لا بل أذنت له وفي رواية جرير لا بل ائذن له يا رسول الله وفي رواية أبي معاوية فقد أذنا له فليدخل.
وفيه فوائد كثيرة: قد ذكرناها في باب ما قيل في اللحام في كتاب البيوع. فإن قلت: كيف استأذن النبي، صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث على الرجل الذي معه، وقال في حديث أبي طلحة في (الصحيح) لمن معه. قوموا؟ قلت: أجيب بأجوبة: الأول: أنه علم من أبي طلحة رضاه بذلك فلم يستأذن ولم يعلم رضا أبي شعيب فاستأذنه. الثاني: أن أكل القوم عند