عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٤٦
المنافقين، فقال: فإن الله حرم على النار من قال: لا إلاه إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري: أحد بني سالم وكان من سراتهم عن حديث محمود فصدقه.
مطابقته للترجمة في قوله: (وحبسناه على خزير).
والحديث قد مضى في الصلاة في: باب مساجد البيوت، فإنه أخرجه هناك عن سعيد بن عفير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب إلى آخره نحوه، ومضى أيضا مختصرا في: باب الرخصة في المطر والعلة، ومضى الكلام فيه مستوفى.
قوله: (أن عتبان)، ويروى عن عتبان، قيل: الصحيح عن قال الكرماني: أن أيضا صحيح ويكون أن ثانيا تأكيدا لأن الأول كقوله تعالى: * (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) * (المؤمنون: 25) قوله: (أنكرت بصري)، أي: ضعف بصري أو هو عمي. قوله: (وحبسناه)، أي: منعناه عن الرجوع عن منزلنا لأجل خزير صنعناه له ليأكل وكلمة: على هنا للتعليل كما في قوله تعالى: * (ولتكبروا الله على ما هديكم) * (البقرة: 185) قوله: (فثاب) أي: اجتمع قوله: (من أهل الدار)، أي: من أهل المحلة. قوله: (ابن الدخشن) بضم الدال المهملة وسكون الخاء المعجمة وبالنون، ويروى: الدخيشن، بالتصغير، وقال أبو عمر: الدخشن بالنون ابن مالك بن الدخشن بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف، شهد العقبة في قول ابن إسحاق وموسى والواقدي: وقال أبو معتمر: لم يشهد، وقال أبو عمر: لم يختلف أنه شهد بدرا وما بعدها من المشاهد. وكان يتهم بالنفاق ولا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه. قوله: (فقال بعضهم) قيل: إنه عتبان بن مالك، قوله: (ونصيحته) أي: إخلاصه ونقاوته.
قوله: (قال ابن شهاب) هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (الحصين) بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة. مصغر حصن وهو ابن محمد السالمي الأنصاري التابعي، وضبطه القابسي بضاد معجمة ولم يوافقه أحد عليه، ونقل ابن التين من الشيخ أبي عمر أن قال: لم يدخل البخاري في (جامعه) الحضير، يعني: بالمهملة والضاد المعجمة وبالراء في آخره، وأدخل الحصين بالمهملتين وبالنون، قيل: هذا قصور منه فإن أسيد بن حضير، وإن لم يخرج له البخاري من روايته موصولا. ولكنه علق عنه، ووقع ذكره عنده في غير موضع، فلا يليق نفي إدخاله في كتابه انتهى. قلت: الكلام هنا في الحصين بالمهملتين وبالنون. لا في حضير بمهملة ومعجمة وراء، فلا حاجة إلى ذكره هاهنا. قوله: (من سراتهم)، سراة القوم ساداتهم وأشرافهم وهو جمع سري: وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة، ولا يعرف غيره، وجمع السراة سراوات وأصل هذه المادة من السر، وهو السخاء والمروءة. يقال: سرا يسرو وسرى بالكسر يسري سروا فيهما، وسرو، يسرو سراوة أي: صار سريا.
16 ((باب: * (الأقط) *)) أي: هذا باب يذكر فيه الأقط، وهو بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تسكن وفي آخره طاء مهملة. وفي (التوضيح) لأقط شيء يصنع من اللبن وذلك أن يؤخذ اللبن فيطبخ، فكلما طفا عليه من بياض اللبن شيء جمع في إناء، وهو من أطعمة العرب. قلت: ليس هو مخصوصا بالعرب، بل في سائر البلدان الشمالية والترك الرحالة يعلمون هذا. وقال ابن الأثير: الأقط لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به. قلت: لا يطبخ به إلا بعد أن يعركوه بالماء السخن في الأواني الخزف حتى ينحل ويصير كاللبن ثم يطبخون به ما شاؤوا من الأطعمة التي يطبخونها باللبن.
وقال حميد: سمعت أنسا: بنى النبي صلى الله عليه وسلم بصفية فألقي التمر والأقط والسمن حميد هو ابن أبي حميد الطويل، وهذا التعليق تقدم موصولا في: باب الخبز المرقق.
(وقال عمرو بن أبي عمرو عن أنس: صنع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا) عمرو بن أبي عمرو، بالفتح فيهما مولى المطلب بن عبد الله المخزومي، وهذا التعليق أيضا قد مر في الباب المذكور معلقا. ومضى الكلام فيه هناك. والحبس، بفتح الحاء المهملة وسكون الباء آخر الحروف وبالسين المهملة: وهو الخلط من التمر والسمن.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»