أي: هذا باب في ذكر الأردية، وهو جمع رداء بالمد، وهو ما يوضع على العاتق أو بين الكتفين من الثياب على أي صفة كان.
وقال أنس: جبذ أعرابي رداء النبي صلى الله عليه وسلم هذا التعليق طرف من حديث أخرجه في باب البرود والحبرة على ما يجيء في هذا بعد تسعة أبواب. قوله: جبذ بالجيم والباء الموحدة والذال المعجمة وهو بمعنى: جذب.
5793 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن عليا رضي الله عنه قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى به ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم.
مطابقته للترجمة في قوله: (فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى به) وعبدان لقب عبد الله بن عثمان، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي، ويونس هو ابن يزيد.
والحديث مضى مطولا في: باب فرض الخمس، فإنه أخرجه هناك أيضا بهذا الإسناد بعينه عن عبدان: أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين أن الحسين بن علي أخبره أن عليا رضي الله عنه قال: كان لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر إلى آخره.
قوله: (فيه حمزة) هو ابن عبد المطلب. قوله: (فأذنوا لهم) كذا هو في رواية الأكثرين بصيغة الجمع والمراد حمزة ومن كان معه، وفي رواية المستملي: فاذن، بالإفراد أي: فأذن حمزة رضي الله عنه.
8 ((باب لبس القميص)) أي: هذا باب في بيان لبس القميص، أراد أن لبسه ليس بحادث، وإن كان الشائع في العرب لبس الإزار والرداء.
وقول الله تعالى حكاية عن يوسف * (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) * (يوسف: 93).
وقول الله، مجرور عطفا على قوله: لبس القميص، ذكر هذه الآية الكريمة إشارة إلى أن القميص قديم، وقال ابن بطال: إن لبس القميص من الأمر القديم.
5794 حدثنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال: يا رسول الله! ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يلبس المحرم القميص ولا السراويل ولا البرنس ولا الخفين إلا أن لا يجد النعلين فليلبس ما هو أسفل من الكعبين.
مطابقته للترجمة في قوله: (لا يلبس المحرم القميص) وحماد هو ابن زيد، وأيوب هو السختياني.
والحديث مضى في كتاب العلم في: باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله، ومضى أيضا في كتاب الحج في: باب ما ينهى عن الطيب للمحرم، ومضى الكلام فيه هناك.
5795 حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا ابن عيينة عن عمر وسمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعدما أدخل قبره فأمر به فأخرج ووضع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه، والله أعلم.
مطابقته للترجمة في قوله: (وألبسه قميصه) وعبد الله بن محمد هو المسندي، وابن عيينة هو سفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار.
والحديث مضى بأتم منه في الجنائز في: باب هل يخرج الميت من القبر؟ ومضى الكلام فيه. وعبد الله بن أبي بن سلول المنافق، والله أعلم بالحكمة في هذا الإحسان إليه.
قوله: (ركبتيه) بالتثنية، ويروى: ركبته بالإفراد.
5796 حدثنا صدقة أخبرنا يحياى بن سعيد عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع عن عبد الله قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أعطني قميصك