في الأنف ودقة الأرنبة مع جدب في وسطه، ومؤنقة بالنون والقاف من الشيء الأنيق وهو المعجب ومقنعة مغطاة الرأس بالقناع، وقيل: مونقة، بتشديد النون ومعنقة بوزنه أي: مغذية بالعيش الناعم. قوله: (وملء كسائها) كناية عن امتلاء جسمها وسمنها. قوله: (وغيظ جارتها)، المراد بالجارة الضرة أي: يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وأدبها وعفتها، وفي رواية مسلم: وعقر جارتها، بفتح العين المهملة وسكون القاف أي: دهشها أو قتلها، وفي رواية النسائي والطبراني وحير جارتها، بالحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف من الحيرة، وفي أخرى له: وحين جارتها، بالنون عوض الراء وهو الهلاك، وفي رواية الهيثم بن عدي: وعبر جارتها، بضم العين المهملة وسكون الباء الموحدة من العبرة بالفتح أي: تبكي حسدا لما تراه منها، أو بالكسر، أي: تعتبر بذلك، وفي رواية سعيد بن سلمة: وخبر نسائها، فاختلف في ضبطه فقيل بالمهملة والموحدة من التحبير، وقيل بالمعجمة والياء آخر الحروف من الخيرية. قوله: (جارية أبي زرع! فما جارية أبي زرع) وصفت أولا زوجها، ثم وصفت حماتها وهي أم أبي زرع، ثم ابن أبي زرع، ثم بنته، ثم وصفت هنا جارية أبي زرع بقولها: (جارية أبي زرع! فما جارية أبي زرع؟) والكلام فيه كما ذكرنا عند قولها زوجي أبو زرع. قوله: (لا تبث) من بث الحديث إذا أظهره وأفشاه. ومادته: باء موحدة وثاء مثلثة. ويروى: لا تنث، بالنون موضع الباء وهو بمعناه، وقيل: بالنون في الشر، وفي رواية الزبير: ولا تخرج حديثا. قوله: (تبثيثا) مصدر من بثث بن علي وزن فعل بالتشديد، وهذا فيه ما ليس في بث من المبالغة، وهذا بن علي غير أصل فعله لأن مصدر بث الخبر بثا، وقال الجوهري بث الخبر وأبثه بمعنى، أي نشرة، وبثث الخبر بالتشديد للمبالغة وقال: نث الحديث في باب النون ينثه نثا إذا أفشاه. قوله: (ولا تنقث) بضم التاء المثناة من فوق وفتح النون وتشديد القاف المكسورة بعدها الثاء المثلثة أي: لا تسرع في الميرة بالخيانة. والميرة بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وبالراء: الزاد. وأصله ما يحصله البدوي من الحضر ويحمله إلى منزله لينتفع به، وضبطه عياض في مسلم بفتح أوله وسكون النون وضم القاف، والمعنى: لا تأخذ الطعام فتذهب به، تصفها بالأمانة. قوله: (تنقيثا) مصدر بن علي أصل الضبط الأول، وعلى ضبط عياض بن علي غير أصله ويجيء المصدر بن علي غير أصل فعله نحو: * (والله أنبتكم من الأرض نباتا) * (نوح: 71) والأصل أن يقال: إنباتا، وقد وقع في رواية المسلم نحو الضبط الأول، والتنقيث إخراج ما في منزل أهلها إلى غيرهم، قاله أبو سعيد، وقال ابن حبيب: لا تفسده، وفي رواية أبي عبيد: ولا تنقل، وكذا للزبير عن عمه مصعب، ولأبي عوانة: ولا تنتقل، وفي رواية ابن الأنباري: ولا تعت، بالعين المهملة والفوقانية، أي تفسد، وأصله من العتة بالضم وهي السوسة، وفي رواية للنسائي: ولا تفش ميرتنا تفشيشا، بفاء ومعجمتين من الإفشاش وهو طلب الأكل من هنا وهنا، ويقال: فش ما بن علي الخوان إذا أكله أجمع، ووقع عند الخطابي: ولا تفسد ميرتنا تغشيشا، بالمعجمات، وقال: مأخوذ من غشيش الخبز إذا فسد، وضبطه الزمخشري بالفاء الثقيلة بدل القاف، وقال في شرحه: التفث والتفل بمعنى، وأرادات المبالغة في براءتها من الخيانة. قوله: (ولا تملأ بيتنا تعشيشا) بالعين المهملة وبالشين المعجمتين أي: لا ترك الكناسة والقمامة في البيت مفرقة كعش الطائر، بل هي مصلحة للبيت معتنية بتنظيفه، وقيل: معناه لا تخوننا في طعامنا فتخبئه في زوايا البيت كأعشاش الطير، وروي بإعجام الغين من الغش في الطعام، وقيل: من النميمة أي: لا تتحدث بها. وقال الخطابي: التغشيش من قولهم: غشش الخبر إذا انكدح وفسد أي: أنها تحسن مراعاة الطعام وتعهده بأن تطعم أولا فأولا لا تغفل عن أمره فيتكدح. ويفسد في البيت، ووقع في رواية الطبراني: ولا تعش بيتنا تعشيشا، وفي رواية الهيثم عن هشام: ضيف أبي زرع! وما ضيف أبي زرع؟ في شبع وروى ورتع. طهاة أبي زرع! فما طهاة أبي زرع؟ لا تفتر ولا تعدى، تقدح قدر أو تنصب أخرى فتلحق الآخرة بالأولى، مال أبي زرع! فما مال أبي زرع؟ بن علي الجمم معكوس وعلى العفاة محبوس. قوله: وري بكسر الراء وتشديد الياء. قوله: (ورتع) بفتح الراء المثناة أي: تنعم قوله: طهاة جمع طاه وهو الطباخ من طهي الرجل إذا طبح قوله: لا تفتر، بالفاء الساكنة وبالتاء المثناة من فوق المضمومة أي: لا تسكن ولا تضعف قوله: (ولا تعدى) بضم التاء وتشديد الدال أي: لا تترك ذلك ولا تتجاوز عنه. قوله: (تقدح) أي: تغرف قدرا وتنصب قدرا أخرى، يقال: قدح القدر إذا غرف ما فيها بالمقدحة، وهي الغرفة. قوله: فتلحق
(١٧٦)