شبيب وصله البرقاني عنه مثله. قوله: (وقال مكانهن من خالصه)، أي: من خالص ماله، وقال ابن التين: المعنى واحد، لأن حائطه صار له خالصا.
1362 حدثنا مسدد قال حدثنا عيساى بن يونس قال حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي قال سمعت عبد الله بن عمر و رضي الله تعالى عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذاى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.
مطابقته للترجمة في قوله: (أعلاهن منيحة العنز).
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: مسدد بن مسرهد، وقد تكرر ذكره. الثاني: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني. الثالث: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. الرابع: حسان بن عطية الشامي أبي بكر. الخامس: أبو كبشة، بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة وبالشين المعجمة: اسمه كنيته، والسلولي، بفتح السين المهملة وضم اللام الأولى: نسبة إلى سلول قبيلة من هوازن. السادس: عبد الله ابن عمرو بن العاص.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: السماع. وفيه: أن شيخه بصري وعيسى كوفي والأوزاعي وحسان شاميان، وحسان إما من الحسن فالنون أصلية، وإما من الحس فالنون زائدة، وليس لحسان هذا ولا لأبي كبشة في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في أحاديث الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وقد ذكرنا أن أبا كبشة اسمه وكنيته سواء، وزعم الحاكم أن اسمه البراء بن قيس، ورد عليه عبد الغني بن سعيد وبين أنه غيره.
والحديث أخرجه أبو داود في الزكاة عن إبراهيم بن موسى ومسدد، كلاهما عن عيسى بن يونس إلى آخره.
ذكر معناه: قوله: (عن حسان بن عطية) وفي رواية أحمد: عن الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية. قوله: (عن أبي كبشة)، وفي رواية أحمد: حدثني أبو كبشة. قوله: (قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية أحمد: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (أربعون خصلة)، مبتدأ. وقوله: (أعلاهن)، مبتدأ ثان. وقوله: (منيحة العنز)، خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول، والعنز: هي الأنثى من المعز، وكذلك العنز من الظباء والأوعال. قوله: (منها)، أي: من الأربعين. قوله: (رجاء)، نصب على التعليل، وكذلك قوله: (تصديق موعودها) فإن قلت: من المعلوم قطعا أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بها أجمع، لأنه لا ينطق عن الهوى فلم لم يذكرها؟ قلت: لمعنى، وهو أنفع لنا من ذكرها، وذلك، والله أعلم خشية أن يكون التعيين لها زهدا عن غيرها من أبواب البر. قوله: (قال حسان...) إلى آخره، قال ابن بطال: وليس قول حسان مانعا أن يستطيعها غيره، قال: وقد بلغني عن بعض أهل عصرنا أنه طلبها فوجد ما يبلغ أزيد من أربعين خصلة. فمنها: أن رجلا سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخل الجنة فذكر له أشياء، ثم قال: والمنيحة والفيء على ذي الرحم القاطع، فإن لم تطق فأطعم الجائع واسق الظمآن، هذه ثلاث خصال أعلاهن المنيحة وليس الفيء منها لأنه أفضل من المنيحة والسلام. وفي الحديث: من قال السلام عليك، كتب له عشر حسنات، ومن زاد: ورحمة الله، كتب له عشرون، ومن زاد: وبركاته، كتب له ثلاثون، وتشميت العاطس... الحديث، وهو ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: إحداها تشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق وإعانة الضائع والصنعة للأخرق وإعطاء صلة الرحم الحبل، وإعطاء شسع النعل وأن يؤنس الوحشان أي تلقاه بما يؤنسه من القول الجميل أو يبلغ من أرض الفلاة إلى مكان الأنس وكشف الكربة، قال صلى الله عليه وسلم: (من كشف كربة عن أخيه كشف الله عنه كربة يوم القيامة). وكون المرء في حاجة أخيه وستر المسلم للحديث، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن ستر مسلما ستره الله يوم